نبذة عن رواية من قتل وليد - خلف زون:
تسللت رائحة الحريق إلى أنوفهم جميعًا.
نسمّرت عيون الطلاب في ساحة المدرسة الداخلية على الشاشة المتوهجة.
صرخ أحدهم، بينما ظل المدير والمعلمون مشغولين بالصراخ في وجه بعضهم بعضًا داخل غرفة الاستراحة، فلم يسمعوا شيئا.
وقف أحدهم مشيرًا إلى باب المكتبة وقال: "حريق!». علا أزيز النار وهي ثلتهم المكتبة، ولكن الأمر لم يقتصر على المكتبة، فخلف كل باب في الطابق الأرضي، كانت النيران على وشك الانفجار.
ساد الهلع، وركض طلاب نحو البوّابة الرئيسية، واندفع آخرون باتجاه باب الساحة. كان كلاهما مغلقًا.
بدافعٍ من اليأس، راحوا يدفعون ويخدشون مقابض الابواب، وأجسادهم تتزاحم، والسعال يعلو مع تصاعد الدخان، ولكنَّ الأبواب لم تتزحزح.
لا تُقفل هذه الأبواب عادةً؛ إذن، هناك من أوصدها بإحكام، هناك من حاصرهم؛ ومن حاصرهم... هو نفسه من أشعل النار.
لم يمهلهم الذعر فرصة للتفكير، ولو استطاع أحدهم في غمرة احتضاره أن يجمع شتات عقله ويتأمَّل المشهد، لأبصر الحقيقة كاملة في وجهها المروع:
كان الأمر فِعلًا مُدبَّرًا، والمراد: أن يموتوا جميعًا.. حرقًا.
مجهول: أعلم مَن قتل صديقك وليد.
مجهول: أستطيع مساعدتك في الانتقام.
قبول سعد للعرض كان بداية النهاية... نهاية تكشف وجوها أخرى لطلاب مدرسة أنس بن مالك الثانوية.